ابيات شعر عن مدح النفس بدوي وهو الذي يُدعى بالشعر النبطي أو الشعر العامي وذلك لأنه لا يتقيد بما يتقيد به الشعر الفصيح من الناحية اللغوية والنحوية، ولأنه أيضاً يتضمن على مفردات مُتعارف عليها ومُدرجة ضمن اللهجة البدوية، وكذلك لأن غالبية شعراء هذا الشعر يعودون في أصولهم الى البدو، ولا شك بأنه يوجد هناك أشخاص ما زالوا حتى يومنا هذا يهتمون بالشعر البدوي، لذلك يبحثون عن أجمل ابيات شعر عن مدح النفس بدوي والتي سوف نسردها لكم في سياق هذا المقال.
ما هو الشعر البدوي “النبطي”
على الرغم من اختلاف الظروف التي نشأ بها الشعر البدوي النبطي عن الظروف التي نشأ بها الشعر العامي الحضري من ناحية الزمان والمكان والخصائص إلا أن الشعر البدوي “النبطي” يُعد من إحدى فروع الشعر العامي، كما أنهما قد اتفقا في العوامل التي ساهمت في ظهور كل منهما، حيث تكمن تلك العوامل في الأسباب التي ساهمت في تغيير اللسان العربي من الفصحى الى العامية، مما نتج عن ذلك تكون مجموعة من الآداب العامة، ولعل من أبرز تلك الأسباب والعوامل هي اندماج الأعاجم من غير العرب الذي ولوجوا الى دين الإسلام وقاموا بمشاركة العرب في كافة تفاصيل حياتهم الجديدة.
سبب تسمية الشعر النبطي
لقد تم اطلاق مسمى النبطي على الشعر البدوي العامي نسبةً الى الأنباط الذين استوطنوا في سواد العراق الذين ذكرنا عنهم خلال السطور السابقة كيف أثروا في لهجتهم على شعر سكان الأماكن البدوية وفي تغيير اللسان العربي الفصيح في منطقة نجد والخليج العربي الى اللسان العامي، كما وقد تم اطلاق الكثير من المسميات على الشعر، وذلك مثل الشعر العامي والشعر البدوي.
أبيات شعر عن مدح النفس
توجد الكثير من ابيات شعر عن مدح النفس بدوي التي قالها الشعراء في مديح الناس الذين يوجد بهم العديد من الصفات والخصال الطيبة التي تُميزهم عن غيرهم ممن حولهم، ومثل هؤلاء الناس يستحقون أكثر من ذلك وقليل ما يُقال في حقهم من شعر وكلمات طيبة تمدحهم وتشكرهم على أفعالهم وصفاتهم النبيلة، ولعل من أجمل الأبيات الشعرية التي قالها الشعراء في مدح النفس الابيات الشعرية التالية:
وقالت النفس لما أن خلوت بها
وقالت النفس لما أن خلوت بها
أشكو إليها الهوى خلوا من النعم
حتام أنت على الضراء مضطجع
معرس في ديار الظُّلْم والظُلَم
وفي السرى لك لو أزمعت مرتحلا
برء من الشوق أو برء من العدم
ثم استمرت بفضل القول تنهضني
فقلت إني لأستحيي بني الحكم
الملحفين رداء الشمس مجدهم
والمنعلين الثريا أخمص القدم
ألمت بالحب حتى لو دنا أجلي
لما وجدت لطعم الموت من ألم
وذادني كرمي عمن ولهت به
ويلي من الحب أو ويلي من الكرم
تخونتني رجال طالما شكرت عهدي
وأثنت بما راعيت من ذمم لئن
وردت سهيلا غب ثالثة لتقرعنّ علي
السن من ندم هناك لا تبتغي
غير السناء يدي ولا تخف إلى غير العلا
قدمي حتى تراني في أدنى مواكبهم
على النعامة شلالاً من النعم ريّان
من زفرات الخيل أوردها أمواه نيطة
تهوي فيه باللجم قدام أروع من قوم
وجدتهم أرعى لحق العلا من سالف الأمم
شعر بدوي عن الرجولة
يوجد الكثير من الرجال الذين تتضح مدى رجولتهم في الكثير من المواقف الجبارة، ولمثل هؤلاء الرجال قام العديد من الشعراء بتأليف أشعار عن الرجولة، حيث يتغنى الشعراء في هذه الأبيات الشعرية بمواقف ومرجلة هؤلاء الرجال، واليكم مجموعة من أروع الأشعار التي تم كتابتها للتعبير عن الرجال والتفاخر برجولتهم، ومنها:
للـــ طيب مـــواقف وللمرجلة رجاجيل عذرا
وللخيل فـــرسانها فــي ســاعة الشدّة
وللبيوت أمــراس وللقهوة فناجيل
على مضايف نشامى لـــها رجـالٍ تعده
حنا هل المواقف مواقف الشهم الأصيل
يشهد لنـا السيــف ويشهد لنا حـدّه
حنا نخــاوي الدنيا خـــوة نـجوم اللـيل
عــد الـــنواظر ما طـــاوعتــنا بـــعــدّه
حنـــا النشامى يشــهد لنا دمٍ يسيل
نحر الذبـــايح دوم ساعة اللين والشدّة
حنــا النشامى وتشهد لنا سروج الخيل
ســـروج الركايب فـــزعة اللي نودّه
حنـــا النشـــامى تشـــهد لـــنا الفناجيل
نســـهر لها ما حــنا مــكبّرين المخدة
حـــنا الــــ نشامى و تشــــهد لنا التعاليل
على الخــوة تربينا على حب ومودّة
حنا النشامة عند المرجلة فزعة رجاجيل
حنا على الميدان سيــلٍ لاطــــم ما تهدّا
حنا النشامى هـــل المــــــواعين المثاقيل
هل دلالٍ عامرة ما طفى نارها ولا هــدّا
حنا النشامى كرام ما نعد الشات الهزيل
نقدم الميسور لو طال الزمـن ونـــــمدّه
لا مال الزمن بالردي ما تنفعه التهاويل
ولا تنفعه ثـروة أبوه ولا قـــروش جدّه
وش حيـــاته شيـــخٍ إيـــدينه مــــكابـــيل
يشــوف العـــفن متباهي وما يقدر يردّه
حنا النشامى وتشهد لنا مواقف ألف جيل
درب الوفى نمشيه ونهاب دروب الردى
حنا النشامى فـــزاع المضيوم الدخيل
هقوة الند بالند ويا زين الهــــقاوي بندّه
شعر عن مدح الذات
من الجدير بالذكر أنه يوجد هناك الكثير من الشعراء الذين تغنوا بأبيات شعر عن مدح النفس بدوي، وذلك من خلال قولهم أجمل الأشعار المُشبعة باللهجة البدوية، وإليكم بعض من أجمل الأشعار التي قالها الشعراء في مدح الذاتي كما يلي:
يقولون لي فيك انقباض
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم
ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا
بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ جانباً
من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها
مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما
وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت
أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه
وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ
إذا لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً
وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل
إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً
وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي
لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً
إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم
ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا
مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما
كبا حين لم يحرس حماه وأُسلما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني
ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ
أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره
إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
وبوصولنا الى هنا نكون قد اختتمنا هذا المقال الذي سردنا من خلال سطوره أجمل ابيات شعر عن مدح النفس بدوي، كما تعرفنا أيضاً على المقصود بالشعر النبطي وسبب تسميته بهذا الاسم.